أحمد القشاشي، عن الشيخ المشهور، من هو بكل فضيلة مذكور، أحمد الشناوي، عن شمس الدين وشيخ الإسلام والمسلمين، السيد الكبير، والشافعي الصغير، العلامة الإمام الهمام الرملي، بسنده المذكور في ثبته المشهور، ثم أخذ علم التصوف عن قطب الإرشاد، ومنهج الصواب والسداد، من ساد به عصره، وافتخر به على سائر الأمصار مصره، السيد الأستاذ والعمدة النخبة الملاذ، الشيخ عبد الله الدهلوي، قدس الله روحه، ونور مرقده وضريحه. وتلقن عن والده ذي الشمائل العلية، والفضائل السنية، الطريقة النقشبندية، وذلك في حضور المرشد الكامل الشيخ عبد الله الدهلوي المذكور، فالتفت إليه وألقى أكبر نظره العالي عليه، وجعل يقربه ويجلسه في حلقة الذكر منذ كان سنة عشر سنين، ويقول هو بمنزلة ولدي، ولم يزل يلحظه بأنفاسه الرحمانية، ويحفظه بهمته المحمدية، حتى بلغ مبلغ الكمال ونال درجة الفحول من الرجال، فأذن له بالإرشاد، وخلفه خلافة عامة وأثنى عليه وأدرجه في زمرة كبار أصحابه الأمجاد، فقال قدس الله سره في حقه: أحمد بن سعيد قد قارب والده بحفظ القرآن المجيد وتحصيل العلوم العقلية والنقلية وتحصيل النسبة المجددية العلية. وقال في شأنه: أبو سعيد أسعده الله، وأحمد سعيد جعله الله محموداً، ورؤوف أحمد رأف الله به، وبشارة الله بشره الله بقبوله سلم الله هؤلاء الأربعة الأكابر، المرتبطين بالمودة التي هي أحسن من ارتباط الغرابعة وبارك فيهم وجعلهم سبباً لترويج الطريقة وكثر أمثالهم. ثم لما أن دعا حضرة الشيخ عبد الله المذكور والد المترجم إلى دهلي أمر المترجم أن يخلفه مكانه في رامبور فلما توفي والده قدس الله سره قام مقام الحضرتين وأرشد الله به عدداً لا يحصى من الفريقين، لاسيما في اضلاع الهند وغزنين، وكل منهم حصل من حضرته بقدر استعداده، وله خلفاء كثيرة