وحديث وتفسير وتوحيد، ولهما في كل جمعة أوقات، يتذاكران بها بعض الفنون والآلات. ولم يزل في الجامع المذكور إلى أن دعاه داعي المنون، إلى الدار العالية والمقام المصون. توفي رضي الله عنه ليلة السبت قبيل أذان المغرب خامس عشر شهر شوال سنة سبع وأربعين ومائتين وألف ودفن في مقبرة باب الله خلف ضريح الأستاذ العارف بالله تقي الدين الحصني، وكان لجنازته مشهد حافل، وجمع برفعة القدر والشأن كافل.
[أحمد حمدي باشا الي ولاية سورية بن يحيى بك ابن الوزير ملك أحمد باشا]
كان والده من الممتازين بين رجال أمير المؤمنين السلطان محمود العثماني، وأما جده فكان الوزير الأعظم عند السلطان الأعظم محمد المشهور بلقب أوجي. ولد في القسطنطينية في العشر الأخير من ذي الحجة عام ألف ومائتين واثنين وأربعين، وقرأ على بعض المشايخ ما يلزمه من العلوم الدينية والدنيوية كالصرف والنحو والمنطق والمعاني والبيان والعلوم الرياضية ولمعا من الحكمة الطبيعية، وأتقن فن الإنشاء علماً وعملاً، ونبغ في التركية والعربية والفارسية، ثم انتظم في سمط كتبة النظارة الداخلية في الباب العالي، ثم انتقل إلى ديوان كتاب الصدارة العظمى متمماً ما تعلمه على مشايخه من الإنشاء. وفي سنة ألف ومائتين وثلاث وستين للهجرة تفرس فيه رؤساء الكتبة النجابة فأعطيت له الرتبة الرابعة، ونقل إلى باب سر عسكر فكان مأمور الكتابة في شورى الأمور العسكرية، ثم رقي إلى الرتبة الثالثة وجعل معاوناً للكاتب الأول في الشورى المذكورة، ثم رقي إلى الرتبة الثانية في ديوان رئيس الجيوش السر عسكرية. وفي سنة الف ومائتين وخمس وسبعين رقي إلى رئاسة كتاب شورى العسكرية، وبعد قليل جعل عضواً في الشورى المذكورة فضلاً عن رئاسة الكتاب المنوه عنها ثم أنعم عليه المغفور له السلطان عبد المجيد بالرتبة المتمايزة، ثم الرتبة الأولى من الصنف الثاني، ثم