للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الشيخ علي الخاتمي الأدلبي الشاعر المشهور]

أديب قد تحلى كلامه بقلائد العقيان، ونظامه ببلاغة قس وفصاحة سحبان، وأريب جرت في بحوره سفن الأذهان فلم تدرك قراره، وعجزت أفكار النظراء والبلغاء عن أن يدركوا تياره، فلا ريب أنه الفصيح الذي إن تكلم أجزل وأجز، وأسكت كل ذي لسان ببلاغته وأعجز، ما برز في موطن شعر إلا وكان فارس ميدانه، ولا في محفل إنشاء نثر إلا وكان المشار إليه في بديعه وبيانه، فهو للأدب حدقة الإنسان ومن رآه علم أنه ليس الخبر كالعيان، كيف لا وهو الفريد الذي تلألأت بمعاني بيانه السطور والطروس، واهتزت لبديع براعته وعبارته الأعطاف والرؤوس.

ولد سنة ألف ومائتين وست عشرة. وكان جواداً كريماً، مهاباً بين الناس عظيماً، جميل المعاملة والإحسان، كثير التودد للأحباب والإخوان. ومن نظمه هذا الموشح، الذي تردى بكل جمال وبكل حسن توشح، وهو:

طالع الإسعاد باد عندما ... ضم شمس الحسن برج الأطلس

وجلا صبح جبين أنجما ... فوق بدر تحت فرع حندس

دور

<<  <   >  >>