" ومنها " أنه صب ماء في قنديل نفد زيته فأضاء إلى الصباح بإذن الله تعالى. " ومنها " أن رجلاً من ذوي البيوت يقال له عبد الكريم، مازح المترجم بكلمة أخذ منها شيئاً من نفسه، فقام من المجلس ولم يشعر أحد أنه اغبر خاطره، ففي الحال أصابت الحمى عبد الكريم المومى إليه، فعالج نفسه بالأدوية مدة فما أفاد، فألهمه الله تعالى بعد تلك المدة أن اغبرار خاطر صاحب الترجمة هو السبب فيما ألم به، فذهب لحضرته المباركة وقبل يديه وسأله العفو، وذكر له القصة فعفا عنه، وأمر له بماء فشربه، وانصرفت عنه الحمى ليومها بقدرة الله سبحانه وتعالى. " ومنها " أنه كان خارج داره ورجع ليلاً وخادمه أمامه بيده القنديل، فوجدا عند الباب شخصاً من الجن وصل رأسه إلى قرب حائط الدار ارتفاعاً، فخاف الخادم خوفاً شديداً، فقال له لا تخف وأخذ القنديل وضرب به الشخص، فسقط، وفي الصباح جاء أتباعه فوجدوا رماداً أمام الباب، فعرفوه أنه الجني. وهذه من غرر كراماته، وكراماته كثيرة لا تعد. لبس الخرقة من أبيه العارف بالله السيد خير الله الثاني، وسند خرقتهم معروف، وقد أخذ منه الإجازة بالطريق السيد أبو الهدى أفندي صاحب " تنوير الأبصار " توفي السيد المترجم قدس الله روحه بحلب سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، ودفن بزاويته المباركة التي أنشأها بمحلة يانقوسا، وقد أرخه الكثير من الفضلاء منهم الحاج مصطفى الأنطاكي الحلبي وبيت التاريخ قوله:
ولدى زيارتنا له أرخ نرى ... نور الرفاعي من مقام علي