للدار العلية، وذلك سابع عشر رمضان عام ألف ومائتين واثنين وخمسين من هجرة سيد ولد عدنان، ودفن في مقبرة دمشق ذات الفلاح، المعروفة بالدحداح، رحمه الله تعالى.
[قاضي القضاة السيد حسين أفندي خوجه زاده القاضي العام بدمشق الشام]
حاكم صالح عابد، وإمام ورع فاضل زاهد، ناهج منهج الصواب والكمال، لا يلويه عن الحق جاه ولا مال، ولا تأخذه في الله لومة لائم، بل هو على ساق العبادة والتقوى قائم، كان أوصى أنه إذا مات يدفن في جورة في مقبرة باب الصغير، بقرب مقام سيدي الصحابي الجليل الشهير، بلال الحبشي رضي الله تعالى عنه، وأن يحوط على الجورة بتابوت من خشب. والذي دعاه إلى ذلك أنه سمع من بعض العلماء أن الأقرب أن سيدنا بلال الحبشي مدفون في هذه الجورة، وقيل في الجورة الثانية بالقرب منها، وملخص الكلام، في هذا المقام، أن أكثر العلماء يقولون بأن إحدى الجورتين بها مدفون الصحاب المذكور، والثانية بها مدفون سيدنا فضالة بن عبيد أمير المدينة في أيام التابعين رضي الله عنهم وعنه، وكان في كل من الجورتين محراب ظاهر، ولكن الآن لطول الأيام قد ارتفع التراب فيهما حتى تساويا مع أرض الجبانة، ورفع الناس بعد ذلك صورة القبور خوفاً من الاندراس. توفي المترجم المذكور في رابع عشر ذي القعدة سنة أربع وخمسين ومائتين وألف، ودفن في تربة باب الصغير في المحل الذي أوصى أن يدفن فيه، وقام الوصي بوصيته في عمل المقام على الجورة. رحمه الله تعالى.