الشيخ صبغة الله أفندي بن إبراهيم بن حيدر الحيدري مفتي الشافعية في بغداد
الحجة البالغة، والمحجة النابغة، والكعبة المحجوجة، والروضة المبلوجة، نقطة كرة العراق، " وفارس " ميدان جولان السباق، وعمدة الأحكام الشرعية، ونخبة السادة الشافعية.
ولد سنة ألف ومائة وإحدى وستين بماوران واسمه تاريخه، ونشأ في العلم والطاعة، وبرئ من الكسل والإضاعة، وأخذ عن مشايخ عصره، وأئمة مصره، مع الهمة والاجتهاد، إلى أن بلغ رتبة الترجيح والانتقاد، فأجازه الأفاضل، وشهدوا له بالفضائل، وعاملوه معاملة الشيوخ، ذوي القدم الثابت على ذروة الرسوخ، مع الزهد والورع، والبعد من المصانعة والطمع. كيف لا وهو ابن من رقى وعلا، وساد في جميع أطوار جميع الملا، علي ابن عم سيد الورى من تقدم في مقام القرب والناس ورا، فهذا هو الشرف الأعلى، والمجد الذي هو بكل مديح أولى، ثم انتقل من بلده ماوران إلى دار السلام بغدان، فاشتهر بها أمره، وعلا قدره وطار في الآفاق ذكره، وعرفت قدره الوزراء، والعلماء والفضلاء، وتولى إفتاء السادة الشافعية في مدينة العراق السنية، فكان للحق ناصراً، وللباطل حاسراً، وللمحق وزيرا، وللمبطل نذيرا. وكان ذا أخلاق حسنة، وصفات مستحسنة، وقد أخذ الطريقة النقشية العالية،