وحاز على ما تمناه، وأجازه علماء زمانه بالإجازة العامة، وكتبوا له ما يدل على كمالاته التامة، وتقدم لدى أهل زمانه، وتسامى مقامه بين أقرانه، ثم سار إلى الآستانة دار السلطنة العثمانية فاستقام بها مدة، ثم سار إلى الحجاز لقضاء الفريضة الإسلامية، وبعد أداء فريضة الحج الشريف بالتمام، توجه لزيارة جده المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام. ثم بعد مدة توجه إلى الدار الدمشقية، فاستقام بها مدة ثم رحل منها إلى الدار العلية، فجعلها مجل تجارته، وموطن إقامته، وفي سنة أربع وتسعين ومائتين وألف وجهت عليه نقابة القدس الشريف، وقد أناب من قام عنه بهذا المنصب المنيف، ودخل في سلك المناصب العلمية، إلى أن وصل إلى باية بروسه السنية، من البلاد الخمس الموصلة للحرمين، وعين السعادة ملاحظة له بما تقر به العين، ولم يزل ملازماً على الأدب والخضوع، والتذلل والعبادة والخشوع، وزيارة الصالحين وحب المساكين، ومساعدة ذوي المقاصد، والإكرام لكل قاصد. وله هيئة حسنة ومعاشرة مستحسنة، وتقوى وعبادة وقناعة وزهادة، وفي شهر ربيع الأول سنة ألف وثلاثمائة وسبع، وجهت عليه نقابة أشراف الشام، فمكث بها سنتين وفي الثالثة توجه إلى الحجاز الشريف والحرم السامي ذي القدر المنيف، وبعد أداء النسك والعبادة، دعاه إلى دار الآخرة داعي السعادة، فكانت وفاته في شهر ذي الحجة الحرام سنة ألف وثلاثمائة وعشر من هجرة سيد الأنام.