الجبريني وغيرهم، وسمع صحيح البخاري على أبي عبد الله محمد بن صالح بن رجب المواهبي، وأخذ عن محمد بن محمد الطيب المغربي الفاسي المالكي عند قدومه إلى حلب وسمع منه، ومن أبي عبد الله محمد بن محمد التافلاتي المغربي، وأجاز له الأستاذ أبو الإرشاد مصطفى بن كمال الدين البكري الصديقي الدمشقي، وجمال الدين محمد بن أحمد عقيلة المكي وأبو البركات عبد الله بن الحسين السويدي البغدادي عند دخولهم حلب، وسمع منهم حديث الرحمة وأجازوه مع أخيه مصطفى، وسمع الكثير منهم، وحصل الفضل الذي لا ينكر ودرس وأقرأ الفقه والحديث وغالب الفنون.
وكان يستقيم بجامع عبيس بساحة بزة وأفتى مدة سنين، وصار رئيس الشافعية بحلب، وتردد إليه الناس للاستفتاء، وكان متواضعاً صالحاً وعالماً فاضلاً، لين الجانب حسن المناقب، جميل المعاشرة حسن المحاضرة. توفي رحمه الله تعالى يوم السبت خامس عشر شوال سنة ثلاث ومائتين وألف.
[الشيخ محمد بن محمد الأريحاوي الحلبي الشافعي]
العالم المحقق العامل الإمام المدقق الكامل. مولده بأريحا سنة تسع وثلاثين ومائة وألف، وقرأ بها بعض المقدمات، وارتحل إلى مصر وأقام بها ولازم الشيوخ، وقرأ على الكثير معظم الفنون، واشتغل بالأخذ والتلقي والسماع والتحصيل، وأخذ عن كثير، منهم النجم الحفناوي، والشهاب أحمد بن عبد الفتاح الملوي، وأبو علي الحسن بن أحمد المدابغي، وأبو مهدي عيسى البراوي وغيرهم، ودأب واجتهد حتى أتقن وفضل ومهر،