نهج مناهج الفضل منذ ماز الأخماس من الأسداس، وجنح إلى صدق القول وجميل الفعل والابتعاد عن الأرجاس، فتحلى بحلية التقوى والعبادة والزهد والورع، وتخلى عن الرذائل وإيثار الزائل والولع بالطمع، فكان زاهداً تقياً، عابداً نقياً، عالماً عاملاً ورعاً فاضلاً، يحب العزلة ما أمكن، ويهوى من الناس من هو له على العبادة أعون. ولما ارتوت نفسه من أجمل النفائس، وتجردت عما يوقع في المهلكات والدسائس، رام الدخول إلى حرم المعارف، والعدول إلى طريق القوم الموصل إلى لطائف العوارف، فأخذ الطريقة النقشية، عن بحر الفيوضات الربانية، والمجد التالد ذي الفضل الزائد، مولانا شيخ الحضرة الشيخ خالد. فسلك سلوك أهل الجد والاجتهاد، إلى أن حصل له ما أحب وأراد، فلما رأى فيه الأهلية لإعطاء الطريقة العلية، أذن له بالإذن العام أن يأذن لمن شاء ورام، بالشرط المعروف والعهد الموصوف، وقد دعته المنية إلى الدار العلية سنة ألف ومائتين ونيف وأربعين. رحمه الله تعالى.
السيد عارف أفندي بن المرحوم محمد أفندي بن عثمان أفندي الجابي الحنفي الدمشقي
أحد المشهورين الأكابر، ومن عليه يدور محور المفاخر، المديد الباع الفريد الانطباع، الذي ملك زمام المحاسن، وافتخرت به السادات الأحاسن،