السيد الشيخ حسن أفندي بن السيد سليم الدجاني الحنفي اليافي المتصل نسبه بالسيد المصطفى صلى الله عليه وسلم
العالم الأديب، والنحرير الأريب، والهمام الفاضل، والإمام العامل، حبر العلوم العقلية والنقلية، وبحر درر المنظوم والمنثور والمعارف السنية، المتفنن في اللغات الثلاث العربية والفارسية والتركية، والمعتمد عليه في أمانة الفتوى الشرعية.
ولد في مدينة يافا سنة ألف ومائتين وحدود الثلاثين، ونشأ في حجر والده وقرأ عليه بعض الفنون، ثم انتقل إلى الجامع الأزهر المصون، فحضر دروس السادة الأكابر، إلى أن صار يفتخر به الحاضر على الغابر، ثم عاد بعد التكمل، ونال في محله أرفع مقام جليل، إلى أن ولي بيافة المحروسة أمانة الفتوى ذات البها، وكانت لا تليق إلا له ولا يليق إلا لها. ولقد اجتمعت به عام توجهي إلى الرحاب القدسية، لزيارة الأماكن العلية، فقطعنا مدة إقامتنا في يافا في مذاكرات علمية، ومطارحات أدبية.
من كل معنى يكاد الميت يفهمه ... حساً ويعشقه القرطاس والقلم
فكنا تارة نتذاكر في أخبار من سلف، وتارة نتفاكه في بدائع الملح والطرف، وآونة نجول في معاني المسائل الشرعية، وآونة في معاني الأحاديث والآيات القرآنية، وسأل مني عن المعرفة في الربع المجيب والمقنطر، وأخبرني أنه قرأ المجيب لا المقنطر فطالعته معه أياماً ولم