للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الندامة في المدامة أودعت ... أن تقبلي نصحي وإلا جربي

ودعي المليح وقولهم يا حسنه ... لم يبق ذو لب به إلا سبي

إن لاح لاح البدر من أطواقه ... أو فاح أهدى طيبا من طيب

يزري بأغصان الأراك قوامه ... إن قام يخطر خطرة المتعجب

من شعره وجبينه غار الضيا ... حسداً له وانشق قلب الغيهب

ودعي هوى سلمى وزينب فالهوى ... ضرب من الهذيان يجهله الغبي

إن تبد قل للشمس قولة ناصح ... بالله يا شمس النهار تحجبي

هي كالغزالة إن بدت وتلفتت ... لكنها حجبت بقلب العقرب

لا يشجينك بارق متألق ... فلعله برق وليس بصيب

وتكلفي للجد في طلب العلا ... من جد فاز علا بأرفع منصب

يا صاح خذ قولي ودع ما غيره ... حتى تسمى بالأجل الأنجب

وله كثير في كل نوع من أنواع الشعر مذكور في ديوانه ومجاميعه، وفي آخر أمره ضاقت يده ولم يبق عنده من ثروته الواسعة شيء لا من دراهم ولا من دنانير ولا من عقارات، ومع ذلك تراه ضاحكاً راضياً كأنه ما أصابه شيء قط، وكنت كلما نصحته قبل ذلك يعتذر لي لأن مراد الله لا بد من وقوعه. وكان حضرة الأمير السيد عبد القادر الجزائري يصله كثيراً ويساعده، ولم يزل إلى أن توفي في نصف رجب الحرام الذي هو من شهور سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف، وتأسف الناس عليه، وكانت وفاته في حياة والده ودفن في تربة أسلافه، ومدته من العمر أربعون سنة.

[الملا محمود بن غزائي الكودي السليماني الشافعي الأشعري]

العالم الذي عد في أقرانه الأول، والبليغ الذي يفوق مختصر بيانه المطول، والإمام الذي هو الحسن المشهور، والهمام الذي هو بكل كمال

<<  <   >  >>