العالم العابد، والناسك الزاهد، ولد سنة إحدى عشرة ومائتين وألف، وقرأ على الشيخ صالح الزجاج، والشيخ عبد الرحمن الكزبري، والشيخ عبد الله الكردي، وبقية الشيوخ الموجودين، ولم يزل كذلك إلى أن انتقل والدي الشيخ حسن إلى الميدان فاقتصر عليه، وحط رحله لديه، فقرأ من الفنون وأكثر، إلى أن قرأ التحفة الفقهية لأبن حجر، وحين وصولهم إلى باب العتق اخترمت والدي المنية. وكان المترجم المرقوم ذا هيبة علمية، ولطافة أدبية، وكان عليه وظيفة التدريس والإمامة والخطابة في جامع ساحة السخَّانة تابع الميدان. ولم يزل مواظباً على إفادته، مقبلاً على تقواه وعبادته، إلى أن توفي رحمه الله في ذي الحجة الحرام سنة ألف ومائتين وسبع سنين، ودفن في مقبرة باب الله، رضي الله عنه وأرضاه.
الشيخ سليمان بن عمر بن منصور العجيلي الشافعي الأزهري المصري المعروف بالجمل
ولد بمنية عجيل كما ذكره الإمام الجبرتي، إحدى قرى الغربيه، وورد مصر ولازم الشيخ الحفني، فشملته بركته، وأخذ عنه طريق الخلوتية، ولقنه الأسماء، وأذن له واستخلفه وتفقه عليه وعلى غيره من فقهاء العصر، مثل الشيخ عطية الأجهوري ولازم دروسه كثيراً، واشتهر بالصلاح وعفة النفس، ونوه الشيخ الحفني بشأنه، وجعله إماماً وخطيباً بالمسجد الملاصق لمنزله على الخليج، ودرس بالأشرفية