للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما نظم ديوانه المسمى بنشاة الصِّبا، ونسمة الصِّبا، وطبعه في خامس عشر شوال سنة ألف ومائتين وثمان وتسعين، أرسل لي نسخة فأرسلت له تقريظاً على الديوان المذكور إلا أنه قد كان طبع فلم يمكن إلحاقه، وقد أرسل إليَّ هذه القصيدة:

أمن طرفه الوسنا أم ثغره الحالي ... دعاني الهوى نشوان أغفل عن حالي

أم الغمز في عينيه أوحى مراسلاً ... فؤادي بما أوحى فهيج بلبالي

غزال له قلب المحبين مرتع ... ولم بلف قلباً من محبته خالي

هو البدر إلا أن آية حسنه ... مرتلة لم يتلها بالسنا تالي

سلا القلب جوراً وهو فيه فليته ... رعى حق جارٍ لم يكن قطُّ بالسالي

له الله ما أحلى زماناً قضيته ... بلقيائه أُنساً على رغم عُذالي

ذوى بعده عود اصطبار يوعوده ... كعود صبا الأشياخ والهرم البالي

قطعت الرجا من وصله وأنخت في ... حمى عبد رزاق الورى ركب آمالي

هو العالم النحرير والعامل الذي ... تجرد للمولى عن الآل والمال

إمام لأفراد الفضائل جامع ... يؤم ذرى عليائه كل مفضال

إذا ماد في ميدان فن يراعه ... وجال بأفكار جلا كل إشكال

كساني بروداً من نسيج قريضه ... فبت على الأقران أسحب أذيالي

وقلدني من بحره عقد جوهر ... نظيماً ولكن لا يليق بأمثالي

وقابل حظي منه أسعد طالع ... فحققت وهما نجم نحسي بإقبال

فلا زال في جبر الكسير ملاطفاً ... مدى الدهر ما المشتاق حن لآطلال

ولد هذا الشهم الأديب، سنة ألف ومائتين وستين بوجه التقريب، ولم يزل بحمد الله على أحسن حال، وأهنأ عيش وأعلى كمال، كلامه لطيف ومقامه منيف وسيرته حسنه، وصفاته مستحسنة، أطال الله بقاه، وأعلى حظه ومرتقاه.

<<  <   >  >>