كيف لا تبكي العالمون دماء ... لفقيد قد أورث الخلق غما
سيد القطر واحد العصر فضلا ... مع حسن الأعمال قد فاق علما
فهو محمود طاب حياً وميتاً ... وغدا الاسم فيه طبق المسمى
الشيخ محمود بن علي بن منصور بن محمد بن عبود الحلبي الشافعي الشهير بابن قنصه
وهو اسم أم جدهم الشيخ نور الدين. كان المترجم عالماً فقيهاً مقرئاً مجيداً من مشاهير القراء والحفاظ في حلب، ولد بها سنة خمس وأربعين ومائتين وألف، وقرأ القرآن العظيم وحفظه على أبي محمد عبد الرحمن بن إبراهيم المصري نزيل حلب، والشيخ فتيان، وعلى والده وتفقه بالأول، وقرأ العربية والفقه أيضاً وبعض الفنون على أبي محمد عبد القادر بن عبد الكريم الديري وأبي علي حسين بن محمد الديري الحلبي، وسمع على أبي اليمن محمد بن طه العقاد وأبي السعادات طه بن مهنا الجبريني، وسمع على الأول صحيح البخاري إلى كتاب الحج، وأجازه شيخه أبو محمد عبد الرحمن المصري وغيره، وأتقن وبرع وجود وأحسن التلاوة والحفظ، وأثرى ونال حظاً من الدنيا. ولم يزل في ارتقاء وعلو وتقدم وسمو، إلى أن اخترمته المنية في حدود عشرة ومائتين وألف رحمة الله تعالى عليه آمين.
[محمود بيك بن خليل بك بن أحمد بيك بن عبد الله باشا العظم الدمشقي]
الأديب الذي في ميدان الأدب لا يجارى، والأريب الذي في لطفه