للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورفع مقامه وقدره، ثم بعد أن رآه على كمال الاستعداد، أقامه خليفة في إعطاء الطريق وأذن له بالإرشاد، وما زال على أحسن حال، وأتم منوال، إلى أن اختار الدار الباقية، وترك هذه الدنيا الفانية، وذلك سنة ألف ومائتين ونيف وخمسين.

[ملا حسن البزار]

نقطة مدار الأدب، وكعبة طواف الأرب، والناهل من أعذب مناهل النظام، والآهل لأبدع النثر وألطف الكلام، طالما نظم ونثر، والفصاحة مقبلة عليه بوجهها الأغر، وقد أخذ من عقودها جواهر، وحلى بها جيد الأوراق والدفاتر، فمن تلك العقود البهية، والجواهر النفيسة السنية، قوله:

شجتني بذات البان ورق صوادح ... لهن بأعلى الربوتين هدير

تذكرن عيشاً بالحمى راق ظله ... فطابت عشيات بها وبكور

فنحن وما لي غيرهن على الأسى ... معين ولا لي غيرهن سمير

وبت ونار الشوق بين جوانحي ... تشب ودمع المقلتين غزير

خليلي ليس الحب ما تعرفانه ... ولا تحسبا أن الغرام يسير

وما هي إلا النار تسعر بالحشا ... لها كل آن لوعة وزفير

تحاربني الأشواق في معرك النوى ... ومالي عليها يا نديم نصير

فنومي وتسهيدي مقيم وراحل ... ودمعي وقلبي مطلق وأسير

نزلنا بسلع والأحبة باللوى ... وما بيننا غير النسيم سفير

تعللني منهم على البعد نفحة ... كما فاح من أردانهن عبير

وتعبث في لبي أحاديث ذكرهم ... كما عبثت بالشاربين خمور

هم أسعروا قلبي وقد سكنوا به ... ففيه لعمري جنة وسعير

<<  <   >  >>