[الشريف حسن أبو أحمد بن علي الحسيني البخاري القنوجي العالم العلامة]
فرع من ذؤابة هاشم، ونبعة من وشيج تلك المكارم، من آل السيد جلال الدين البخاري، وهو من عصبة كلهم سادة مكرمون، لا يمس صحف مجدهم إلا المطهرون، من حدث البشرية، ودنس الهيولى الدنية، من كل من قضى للعلياء وطرها، وتلا آيات الكرامة وسورها، تعبق منهم أنفاس النبوة، وتجر لهم على وجه البسيطة أذيال الفتوة، ولم تمح محاسنهم من صحائف الليالي والأيام، ولا تثمر بمثلها أغصان اليراع والأقلام.
ولد رحمه الله سنة ألف ومائتين وعشر. ثم قرأ القرآن وتعلم الفنون الآلية وحصل الأدب وسافر إلى البلاد، ودار على المشايخ الأمجاد، من أجلهم أبناء الشيخ أحمد ولي الله المحدث الدهلوي، وهم الشيخ عبد العزيز والشيخ رفيع الدين والشيخ عبد القادر رحمهم الله تعالى، وكان له محبة أكيدة مع الشيخ إسماعيل الشهيد، والشيخ عبد الحي المرحوم، وكانت بيعته على يد السيد العارف أحمد البريلوي، سافر معه إلى خراسان، وجاهد في الله باللسان والجنان والبيان، والصارم والسنان، ثم عاد إلى موطنه قنوج، وألقى به عصا التسيار، واشتغل بالتآليف والتذكير، وهدى الناس إلى هدى الله الجبار، وكان آية بينة من آيات الله في التقوى والعبادة والعمل، وتأثير الوعظ وقلة الأمل، وإيثار القناعة في المأكل والمشرب والملبس، ذا سطوة عظيمة، وهيبة فخيمة، يخافه الأمراء والعلماء، لسانه أمضى من السيف البتار، وسوطه على المبتدعين والمشركين يثير قتار الدمار. لم يزل مواظباً على الطاعات والعبادات، قائماً لله تعالى بالحجج البينات، عاملاً بالدليل، تاركاً للاقتدا بالغير، متباعداً عن التقليد متمسكاً