أعد له الله مقام شهوده ... جزاء شهادات له تتعدد
وأحيا الليالي ساهد الطرف ساجداً ... فأضحى له دار النعيم تمهد
بنفسي أفدي فرقداً حل مرقدا ... وأعظم به من مرقد فيه فرقد
عجبت لقوم وسدوه بلحده ... وما فتتت منهم قلوب وأكبد
وأعجب منه أن بحراً يقله ... سرير ويحويه من الأرض مرقد
علوم وعرفان وزهد ورحمة ... وجود وإرشاد وتقوى وسؤدد
فيا ليتني ما ذقت صاب مصابه ... ولا كان لي في عالم الكون مولد
عليه من الله تحية رحمة ... وهتان رضوان وعفو مسرمد
ومني له حسن الثناء لأنه ... هو السيد المنشي الفخار المشيد
فلا أثمرت في روض طرسي يراعة ... براعة لفظ كاللآلي ينضد
إذا كنت لا أبكي دماً لفراقه ... وأندبه ما زلت أنشي وأنشد
وأشكره ما دمت حياً لعلني ... أكافي أياديه الكبار وأحمد
وأنى لذهني أن يكافئ فضله ... وإن عليه كل آن له يد
عهدت إليه أن يجيد رثاءه ... وعهدي به عند المهمات ينجد
فحال الجريض اليوم دون قريضه ... لعمرك إن الحزن للذهن يخمد
فصادمت أحزاني وقلت مؤرخاً ... توفي حصن الأتقياء محمد
وإلا فما دام المصاب مصاحبي ... متى يسعف الصبر الجميل ويسعد
[الشيخ محمد بن محمد بن عبد الله الخاني الشافعي النقشبندي الخالدي]
شمس معارف العوارف، المشرقة في أفق سماء العواطف، والكوكب الذي به يستنار ويهتدى، والمرشد الذي به الوصول إلى المأمول يقتدى، من أطلع الآمال في أفلاك المنى، وأظهر الأفضال في عالم الدنا، واستوى على أوج الرفعة متوجاً بالفضائل، واحتوى لله دره على أعلا الأوصاف