للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نحو أربع مجلدات بلسان غير مألفوف، وفيه أخبار عن أمور كثيرة مما سيقع، ومن ذلك تفصيل قضية حادثة العيسوية التي وقعت سنة سبع وسبعين، وفي آخر أمره حصل له جذب عظيم.

وبالجملة فإنه كان أعجوبة الزمان، ونادرة الوقت والأوان، ذا كرامات عظيمة، وخوارق عادات جسيمة، وكان رضي الله عنه يقول: من توقف في شيء من الفتوحات فليأت يوم السبت قبل طلوع الشمس إلى قبري وليقرأ كل إشكاله يكشف له عن معناه. توفي هذا الجهبذ الهمام سنة سبع ومائتين وألف ودفن في تربة باب الصغير، وقبره ظاهر مشهور.

[تركي بن عبد الله بن سعود أمير نجد وناصر عقيدتها]

كان رجلاً شهماً شجاعاً مقداماً صداماً، مشهوراً بمواقع الحروب، وكان له صولة وصيت وسمعة، وأيام مشهورة في العرب، ولما قويت شوكة نجد وتقدمت صولتها وجهت الدولة العلية إبراهيم باشا بن محمد علي باشا المصري لقتالهم وكسر شوكتهم، فقاتلهم قتالاً تشيب له الأطفال، وتغيب له عقول النساء والرجال، فأسر إبراهيم باشا عبد الله بن سعود وجميع أولاده، ونقلهم وعائلاتهم إلى مصر، وذلك سنة ألف ومائتين وثلاث وثلاثين، غير أن المترجم قد انفلت من يد إبراهيم باشا وغاب عنه ولم يقع له بعد التفتيش على خبر، فتركه وتوجه بابن سعود وأولاده وعائلته إلى مصر، ولم يزل المترجم متنكراً يتنقل من قبيلة إلى قبيلة ومن قرية إلى قرية بحالة لا يعرفه بها إلا قليل من الناس، وعساكر المصريين تتطلبه من كل جانب، وتدور عليه لتوقعه في أشد المعاطب، إلى سنة ألف ومائتين وتسع وثلاثين، وكان قد فتر أمر التفتيش عليه، فاغتنم الفرصة وشد أزره وظهر للناس وعرفهم بنفسه وحرضهم على مساعدته، وتظاهر يتطلب إمارة آبائه وأجداده، وما برح يتقوى شيئاً فشيئاً والناس

<<  <   >  >>