[الشيخ محمد الملقب بالجديد البغدادي الخالدي الحنفي النقشبندي]
الولي المرشد الكامل والعالم الفقيه الصوفي ذو الشمائل، العارف بالله المقبل عليه في شره ونجواه، صاحب العلوم الربانية والأنفاس الأنسية القدسية، كان عند مولانا خالد من أعظم الخلفاء وأكبر الفقهاء، المشهور في الفقه بأبي يوسف الثاني، صاحب التحقيقات والتدقيقات في مشكلات المعاني، وكان يرشد ويدرس الفقه والحديث والتفسير وكتب التصوف في الزاوية الخالدية في بغداد، وبيته ملتصق بها، ولا يخرج إلى بيته من الزاوية إلا بعد صلاة العشاء، وتأتيه الفقهاء أفواجاً أفواجاً للقراءة عليه، والاسترشاد به.
سلك أولاً وتربى على يد عبيد الله الحيدري، ثم بعد كماله خلفه حضرة مولانا خالد خلافة مطلقة، وجعله قائماً مقامه في الزاوية البغدادية، وأمر جميع الخلفاء كالسيد عبد الغفور وموسى الجبوري وغيرهما من خلفاء العراق بأن يكونوا في طاعته ولا يعدلوا عن أمره، وكانوا يعدونه بمنزلة شيخ الطريقة بأجمعها مولانا خالد شيخ الحضرة، وكان يمنع المريدين بأن يدخل بعضهم في حجرة بعض، ويأمر كلاً منهم بالاشتغال بالذكر وحده، ولا زال يراقبهم ويأمرهم بطلب العلوم الشرعية، وجعل لهم وقتاً مخصوصاً لمذاكرة الفقه والتصوف والعقائد، وسائر الأوقات بعد أداء الفرائض للاشتغال بالذكر.
وكان يأمر الخلفاء ويقول لا تخلفوا إلا العلماء، كما كان دأب شيخنا حضرة مولانا خالد قدس سره لا يخلف إلا العلماء الأعلام، ودام على حاله مترقياً في أحواله إلى أن سار إلى رمسه، وصار في حديقة قدسه، وكان ذلك في سنة ألف ومائتين وست وأربعين من الهجرة.
[الشيخ محمد حافظ الأرفله الخالدي النقشبندي]
العالم العامل والكامل الفاضل، قطب دائرة الإرشاد ومنهج الفضل وملهج السداد، من حسنت في العالمين سريرته وسمت أوصافه وسيرته، نشأ على