بل إنما كان يميل إلى الاجتهاد ويراه هو الصواب، وكان يشتهر بذي العلوم اللدنية، والفيوضات الإلهية، حتى قال بعضهم فيه:
لقد رأيت إماما ... أحار بالعلم لبي
فقلت من أي شيخ ... فقال من فيض ربي
وكان كثير البحث والمذاكرة، ملازماً لدعاية الخلق إلى ما ينفعهم في الآخرة، لا يوقر في ذلك كبيرا، ولا يترك صغيراً ولا حقيرا، ومن تشطيره:
من راقب الناس مات غما ... وحظه الويل والثبور
ومن تخلى عنهم تحلى ... وفاز باللذة الجسور
مات في زبيد سنة ألف ومائتين.
[الشيخ حسين بن عبد اللطيف الدمشقي الشهير بالعمري]
من أولاد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولد بدمشق الشام سنة اثنتين وستين ومائة وألف في شهر ربيع الأول وهو الإمام الكبير، والمؤرخ الشهير، أخذ عن مصطفى الأيوبي الأنصاري المعروف بالرحمتي وعن علي أفندي الداغستاني وعن الشهاب أحمد البعلي الدمشقي الخلوتي مفتي الحنابلة بدمشق وعن الشيخ محمد البخاري والشيخ مصطفى بن أسد اللقيمي وابن سليم الصالحي وغيرهم وله تاريخ سماه المواهب الإحسانية في تراجم العمرية، مات رحمه الله سنة ألف ومائتين.
[حسين بن علي بن عبد الكريم الأنصاري المدني]
هو من رجال اللآلىء الثمينة في أعيان شعراء المدينة، لعمر بن عبد السلام المدرس الداغستاني، فقال في ترجمته: ذو نجدة ومروة، ومجد وفتوة، سجعت بمحاسنه حمائم شمائله، ولمعت من سما مكارمه بوارق فضائله، فبهر بأخلاقه الرضية، واشتمل بما ألبسه رداء الثناء بين