وجبرن خاطري الكسير وقلن لي ... لنولينك قبلة ترضاها
ثم انثنيت وقلت سبحان الذي ... في نيل مصر الحسن قد أجراها
لا زلت يا سحبان وائل عصرنا ... بك بين أبناء العلا نتباهى
وله مخمساً بيتي مجير الدين الخياط
قل للذي فتكت أسنة هدبه ... في قلب عاشقه ومهجة صبه
كم ذا تروع آمناً في سربه ... يا محرقاً بالنار خد محبه
مهلاً فإن مدامعي تطفيه
فبمن حباك سهام لحظ جارح ... لا توقدن النار بين جوانحي
فإذا أبيت وكنت غير مسامحي ... أحرق بها جسدي وكل جوارحي
واحذر على قلبي لإنك فيه
توفي المترجم بعد الألف والمائتين رحمه الله تعالى.
[أحمد بن محمد الأنصاري اليمني الشرواني]
إمام فضل قد استوى على كرة الفضائل، وهمام قول وفعل قد احتوى على نخبة الشمائل، وفريد علم قد تحلى بالمجد والمكارم، وحبر فهم قد اعترف له السادة الأكارم، طلع في أفق الكمال بدره، وسما في سماء الجمال قدره، له نباهة تود النجوم الثوابت نيل علاها، وطلعة محيا يتمنى البدر الوصول إلى سناها، وأوصاف قد ترقت إلى أوج الشرف، وكلمات كاللآلىء متجردة عن الصدف، نثره كأنه الزهر اليانع، ونظمه كأنه أقراط المسامع، فمن قوله مكاتباً الشيخ الأديب العلامة عبد الله بن عثمان بن جامع الحنبلي رحمهما الله تعالى:
أعندك ما عندي من الشوق والوجد ... وهل أنت باق في المحبة والعهد
كابد أشجاناً توقد نارها ... بقلبي المعنى من بعادك والصد