وصدك عن مضناك داء دواؤه ... تدنيك من بعد القطيعة والبعد
فحتام تجفو من إليك اشتياقه ... تضاعف يا نجم المحاسن والسعد
وحقك لولا أن مأواك في الحشا ... لأحرقه الشوق المبرح بالوقد
وإني وإن أخفيت ما بي من الأسى ... عن الناس لا يخفاك يا منتهى القصد
أيخفى غرامي وارتماضي بذا الهوى ... عليك وأشعاري تبين ما عندي
فعطفاً لمن لا يستلذ بعيشه ... لبعدك وارحم من تضعضع للود
وها أنا ذاك اللوذعي ومن له ... مكارم أخلاق تفوق عن الحد
وعمدة أرباب البلاغة والحجا ... وواحد هذا العصر أكرم بذا الفرد
وقدوة أعيان الحديدة من زها ... به اليمن الميمون فخر بني المجد
فإني هجرت الذ عرفت مكانه ... الرفيع وعنه ملت يا عاذل العد
دع الصد واسلك في المودة والوفا ... سلوك ابن ذي النورين ذي الفضل والرشد
هو الشهم عبد الله نخبة قادة ... بهم عرف المعروف حجتنا المهدي
خلاصة أهل الجود لله دره ... فمن مثله في العلم والحلم والرفد
كريم إذا استمطرت يوماً أكفه ... همت باللهى من دون برق ولا رعد
عليه رضى الرحمن ما قال شيق ... أعندك ما عندي من الشوق والوجد
وقال مكاتباً السيد الفاضل والعالم العامل يوسف بن إبراهيم الأمير الكوكباني:
تذكرت من حالت عن الود والعهد ... ففاضت دموع العين شوقاً على خدي
خليلي مرا بالتي من بعادها ... أقضي الليالي بالتفكر والسهد
وقولا لها طال اجتنابك عن فتى ... غدا بك صبا لا يعيد ولا يبدي
فجودي بما يشفيه من ألم الهوى ... وينجو به من قادح الشوق والوجد