لوجه الله تعالى، لا للمباهاة والمفاخرة، ويجب عليه أن يروض تلامذته ويؤلف بينهم ويحرضهم على العمل، ولا يعاتبهم إلا في خلوة، وهو مع ذلك لازم الهيبة كثير السكوت متأن في الأمور غير عجول للجواب، والتقوى أصل كل شيء وهو رأس مال الإنسان.
ونختم الكلام بالحمد والثناء للرب المالك المنان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد ولد عدنان، على آله وصحبه الأعيان انتهى.
وسمع المترجم على السيد المرتضى المذكور أكثر الصحيح بقراءة كل من الشريفين الفاضلين سليمان بن طه الأكراشي وعلي بن عبد الله بن أحمد، وذلك بمنزله المطل على بركة الفيل، وكذلك سمع عليه المسلسل بالعيد بشرطه، وحديثين مسلسلين بيوم عاشوراء تخريج السيد المذكور. وأشياء أخر ضبطت عند كاتب الأسماء، وأخذ الإجازة من الشيخ إسماعيل بن أبي المواهب الحلبي، وكان عنده كتب نفيسة في كل فن من الفنون، وكان لطيفاً رقيقاً حسن المعاشرة، مات سنة خمس ومائتين وألف رحمه الله تعالى.
[السيد علي البكري المصري]
قال الإمام الجبرتي ما ملخصه: كان مجذوباً أقام سنين متجرداً ويمشي في الأسواق عرياناً ويخلط في كلامه، وبيده نبوت طويل يصحبه معه في غالب أوقاته، وكان يحلق لحيته. وللناس فيه اعتقاد عظيم وينصتون إلى تخليطاته، ويوجهون ألفاظه ويؤولونها على حسب أغراضهم ومقتضيات أحوالهم ووقائعهم.
وكان له أخ من ذوي الكمال فحجر عليه في داره ومنعه من الخروج، وألبسه ثياباً ورغب الناس في زيارته، وذكر مكاشفاته وخوارق كراماته،