الصالح الكامل الماهر البارع المرحوم عبد الله أفندي بن محمد البسنوي، بحق أخذه لذلك عن شيخه المرحوم الحاج علي الألباتي، عن شيخه محمد الاسطنبولي، بإسناده المتصل إلى عبد الرحمن الفزاري، والإمام صاحب الاختيار مؤلف الإيضاح المعروف بالطبري، بحق أخذهما عن أئمة هذا الفن المشهورين طاهر البلخي وإسحاق الرفاء وأبي هاشم البارودي، بأسانيدهم المتصلة عن شيخ إلى شيخ إلى أن ينتهي ذلك إلى سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام، وحسبك من علو سند ينتهي إلى هذا الإمام. وأوصيه كما أوصي إخواني ونفسي المخالطة بالأدب الجميل، وتواضع النفس وحملها على مكارم الأخلاق، وأن لا يرفع نفسه على أحد، وأن لا يحقر أحداً من خلق الله، وأن يجعل دأبه لزوم الصمت والإدمان، والقناعة بالقليل مع المداومة على ذكر الله بالسكينة والوقار، وأن يسمى الله في أول مسكه في صنعته، ويستمد من الله القوة والحول ولا يضجر، ولا ييأس من روح الله، ولا يسب نفسه ولا قوسه ولا سهامه، ولا يحدث نفسه بالعجز فإنه يصل إلى ما وصل إليه غيره فإن الرجال بالهمم، ففي الحديث:" المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير " وأن يديم النظر إلى معرفة العيوب العارضة للقسي والسهام وعقد الأوتار، ويتعاهد لذلك وكيفية إزالة العيب إن حدث، وأن لا يبيع سلاح الجهاد لكافر، ويفتش دين من يشتري إن كان رجلاً، أو صبياً فيحتاج ذلك إلى إذن والده، فإذا علم إسلامه ووثق به فيأخذ عليه العهد أن لا يرمي به مسلماً ولا معاهداً، ولا كلباً ولا شيئاً من ذوات الأرواح إلا أن يكون صيداً أو ما يجب به قتله، وأن لا يعلم صنعته إلا لأهله الذي يثق بدينه، فقد روى أن لا يحل منع العلم عن مستحقه ويجب إعطاؤه بحقه، لا سيما إن كان عارفاً بقدر العلم راغباً فيه طالباً