في سبيل الله بلغ العدو أو لم يبلغ كان له كعتق رقبة. وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب وهو متكئ على قوس، وجاء جبريل عليه السلام يوم أحد وهو متقلد قوساً عربياً، ويروى عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتخذ قوساً عربياً نفى الله عنه الفقر. والأحاديث في ذلك كثيرة، وفي الكتب شهيرة. وقد ثبت أن أول من رمى بالقوس العربية آدم عليه السلام نزل جبريل عليه السلام من الجنة وبيده قوس ووتر وسهمان فأعطاها له وعلمه الرمي به، ثم صار إلى إبراهيم عليه السلام ثم صار إلى ولده إسماعيل عليه السلام وإليه ينتهي إسناد شيوخ هذا الفن.
ولما كان الأمر كذلك رغبه الرغبون في صنعة القسي واجتهدوا في تركيبها وأبدعوا في إتقان السهام التي يرمى بها، امتثالاً لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وإسعافاً لإخوانهم المسلمين من الغزاة والمجاهدين، وكان من بينهم الرجل الكامل الحسن السمت والشمائل، حسن بن عبد الله مولى علي، قد طال اجتهاده في هذه الصنعة من مد القوس وإطلاقها والاختلاس وحمل الأوتار والجلة والكشتوان وفرض سية القوس من سائر أنواعها العربية والمعقبية والواسطية والخراسانية والشامية، وما يتعلق بها من تنجير الخشب وتركيبه، ونشر اللحام وتوقيعه، والتوقيع والحزم والرقع والتنوير والدهان مما عليه عمل الأستاذين من سالف الزمان، فلما رأيت منه هذا الإتقان في صنعته والإذعان بحسن معرفته، والإحكام مع التفقه في سائر الأوقات لأصول صناعته، صدرت مني هذه الإجازة الخاصة له بشهادة الإخوان في هذه الصنعة الشريفة البيان، كما أجازني به الشيخ