والمهالك، وما دامت التميمة عليك، لا قدرة لها على الوصول إليك.
توفي رضي الله عنه سنة ست وأربعين ومائتين وألف في المدينة المنورة ودفن بمقبرة بقيع الغرقد (بالغين المعجمة) قال في المختار بقيع الغرقد مقبرة بالمدينة المنورة.
[الشيخ صالح بن حيدر الكردي الأصل والشهرة الاشكتي الشافعي]
إمام له في العلوم أطول باع، وهما قد اتفق الجل على فضله بلا نزاع، قد تفرد في زمنه بكمال التحقيق، وتوحد بصواب الفهم وسداد التدقيق.
ولد بدمشق الشام سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف ونشأ بها، وجد واجتهد في طلب العلوم، إلى أن برع في فني المنطوق والمفهوم، وكان إماماً في الحديث وأصوله، وحصل من علم التصوف والحقائق على مطلوبه ومأموله، وله في كل فن كمال المعرفة والإدراك، ولم يكن له عن الإفادة والاستفادة فكاك، وكان أحد أفاضل الشام الموصوفين، ومن أجل نبلائها وأجلائها المعروفين، إذا رآه الإنسان أجله وهابه، وأعلى قدره وأعظم جنابه، قد أخذ عن الشيخ أحمد العطار، وعن العلامة العلواني عمدة الأمصار، وعن الشيخ محمد العاني، والشيخ علي الداغستاني والشيخ محمود الكردي العمدة الفاضل، والشيخ عبد الرحمن الكردي