الشيخ أحمد بن رمضان بن مسعود الطرابلسي المقرىء الأزهري المعروف بالشيخ شامل
العمدة الفاضل، والنبيه الكامل، والوجيه العالم العامل، حضر من بلده طرابلس الغرب إلى مصر في سنة إحدى وتسعين وجاور في الأزهر وكان فيه استعداد، وحضر دروس الشيخ أحمد الدردير والبيلي والشيخ أبي الحسن الغلقي وسمع على شيخنا السيد مرتضى المسلسل بالأولية وغير المسلسل أيضاً، وأخذ منه الإجازة في سنة اثنتين وتسعين، ولما مات الخواجا حسن البناني من تجار المغاربة، فتوصل إلى أن تزوج بزوجته بنت الغرباني وسكن بدارها الواسعة بالكعكيين، وتجمل بالملابس وتودد للناس بحسن المعاشرة ومكارم الأخلاق، وكان سموح النفس جداً دمث الطباع والأخلاق جميل العشرة، ولما عزل السيد عبد الرحمن السفاقسي الضرير من مشيخة رواقهم كان المترجم هو المتعين لذلك دون غيره، فتولى مشيخة الرواق بشهامة وكرم، ونوه بذكره وزادت شهرته. وكان وجيهاً طويل القامة بهي الطلعة بشوشاً، ولما تولى مشيخة الرواق امتدحه الشيخ حسن العطار بقصيدة أشار في مطلعها إشارة خفية لحالته مع المترجم المتولي والسيد عبد الرحمن المعزول، لصداقة بينه وبين المتولي بخلاف المعزول، وأول القصيدة:
انهض فقد ولت جيوش الظلام ... وأقبل الصبح سفير اللثام
وغنت الورق على أيكها ... تنبه الشرب لشرب المدام
والزهر أضحى في الربا باسماً ... لما بكت بالطل عين الغمام
والغصن قد ماس بأزهاره ... لما غدت كالدر في الانتظام
وعطر الروض مرور الصبا ... على الرياحين فأبرا السقام
كأنما الورد على غصنه ... تيجان ابريز على حسن هام
كأنما الغدران خلجان ... أغصان النقا والنهر مثل الجسام