وبقيتها في ديوانه، وقال فيه أيضاً وهو مما يعتني به:
أدرها على زهر الكواكب والزهر ... وإشراق نور البدر في صفحة النهر
إلى آخرها ولم يزل المترجم على حالته، ورقته ولطافته، مع ما كان عليه من كرم النفس والعفة والنزاهة والتولع بمعالي الأمور، والتكسب وكثرة الإنفاق والحزم في الأمور، إلى أن ابتلي بحصر البول مع الحرقة والتألم واستدام بها مدة طويلة حتى لزم الفراش أياماً. وتوفي في يوم السبت ثاني شهر ذي الحجة الحرام سنة ثلاثين ومائتين وألف، وصلي عليه بالأزهر في مشهد عظيم ودفن في الحسينية. وما أحسن ما قال القائل:
فلا سرور سوى نفع بعافية ... وحسن ختم وما يأتي من الشغب
وأمن نكر نكير القبر ثمة ما ... يكون بعد من الأهوال والتعب
[حافظ إسماعيل بن محمد بن محمد القسطنطيني الحنفي الشهير بكاتب زاده]
العالم الذي هو في سلك الأفراد منظوم، والفاضل الذي دار عليه فلك المنطوق والمفهوم، الإمام المحقق، والهمام المدقق، الألمعي الفقيه، واللوذعي النبيه، ولد سنة ألف ومائة وثلاثين في مدينة أماسية، فاجتهد بعد بلوغه في تحصيل العلوم الشرعية والعقلية، ثم انتقل إلى اسلامبول، وقد أخذ عن كثير من العلماء، والسادة الفضلاء، من أجلهم الشيخ محمد ابن حسن بن همات الحنفي الشامي مولداً الاسلامبولي موطناً والشيخ عمر بن أحمد باعلوي السقاف. ولي قضاء دمشق عام ألف ومائة وثمانية وتسعين، وكانت تغلب عليه الديانة، والزهادة والصيانة، ولم ير له نظير في قضاة زمانه، وعصره وأوانه، وأخذ عنه الكثير من أهل الشام الأمجاد، ومن