المتقن الكبير أبي محمد عمر بن شاهين، ومحمد بن مصطفى البصري الحلبي، وأتقن الحفظ والتجويد والترتيل ورغب فيه الناس، وقرأ الفقه على أبي محمد عبد القادر بن عبد الكريم الديري الشافعي الحلبي، ومصلح الدين مصطفى بن إبراهيم الحموي العلواني لما قدم حلب، وما زال معتنى به مقصوداً للتلقي عنه والأخذ منه، إلى أن توفي سنة ألف ومايتين وبضع عشرة رحمه الله تعالى.
[الشيخ الملا أبو بكر البغدادي إمام حضرة شيخ الحضرة مولانا خالد قدس سره]
العالم العامل، صاحب الآثار والشمائل، والمعارف والفضائل، والبراهين والدلائل، إمام حضرة العمدة الأستاذ، والصفو الملاذ، مولانا المجد التالد، سيدنا الشيخ خالد، قدس الله سره فإنه إمامه في الحضر والسفر، مع تجرده عن العوائق القاطعة الموقعة له في الخطر، المتحلي بمحاسن الأفعال، وجميل الأحوال، المتخلي عن كل ما يطعن في المقام، وينافي الاحترام، الفقيه العابد، والورع الزاهد، السياح في قفار التوحيد والتجريد، حافظ كلام الله تعالى المجيد، الصادح في المحراب بالسبع المثاني والكارع من كؤوس العرفان زلال الأماني، إذا سمعته حينما يجود القرآن في إقباله على المعبود، قلت هذا ملك أعطي مزماراً من مزامير آل داود، صاحب المقام الصفي الأنيس، ذو التسبيح والتقديس، قد لازم حضرة مرشد الزمان مولانا خالد واستجلب رضاه وفاز بأنظاره الإكسيرية وكان خليفة عنه في إعطاء الطريق، وإرشاد الناس إلى العهد الوثيق، ولم ينفك عنه إلى أن توفي في دمشق الشام، ودفن في جنب حضرة مولانا خالد في جبل قاسيون من جهة حارة الأكراد مع الشيخ إسماعيل والشيخ