للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنوف ومزارع وطواحين ومعاصر، وأقبلت عليه الدنيا إقبالاً كاملاً. وكان حلو المفاكهة حسن المعاشرة، عذب الكلام مهذب النفس جميل الأخلاق. ودوداً قليل الادعاء، محباً لإخوانه، مستحضراً للفروع الفقهية، وكان يكتب على غالب الفتاوي عن لسان الشيخ العروسي ويعتمده في التقول والأجوبة عن المسائل الغامضة والفروع المشكلة. ولم يزل مشتغلاً بشأنه حتى تمرض وتوفي يوم السبت أواخر جمادى الثانية سنة تسع عشرة ومائتين وألف.

[الشيخ موسى البشبيشي الشافعي الأزهري]

إما فقيه وهمام كامل نبيه، قد استوى في عصره على أوج السيادة، وانفرد في عصره بالانقطاع للإفادة، وكان فاضلاً علامة كاملاً فهامة، نحوياً منطقياً فرضياً، تقياً نقياً رضياً، نشأ في الجامع الأصغر من صغره، ولازم الأشياخ ومجالسهم إلى كبره، حتى شهد له كل إنسان أنه عين العلماء الأعيان، وأجاز كل من العلامة الصعيدي المصيلحي والدردير والشويهي والصبان، وغيرهم من السادات ذوي المعارف والإتقان، فمهر وأنجب بين العلماء، وصار معدوداً من القادة الفضلاء، ودرس في الفقه والمعقول، وأفاد في أنواع الفروع والأصول، وكان كثير الملازمة للعلامة العروسي الهمام، وقد أخذ عنه جل المراد والمرام، وكان مهذباً في نفسه متواضعاً مقتصداً في ملبسه ومأكله، عفيفاً قانعاً، لطيف المعاشرة والكلام، حسن السيرة بين الأنام، لا تمل مجالسته ولا تسأم مفاكهته، ولم يزل منقطعاً للعلم والإفادة مقبلاً على شأنه فوق العادة، إلى أن جذبته يد الأجل إلى الأماني والأمل، وذلك سنة ألف ومائتين وسنتين.

<<  <   >  >>