الهمام خليل أفندي المرادي حين اجتماعه به سنة خمس بعد المائتين والألف وكل قد أخذ عن الآخر. وتوفي المترجم عام ألف ومائتين واثني عشر رحمه الله تعالى.
[الشيخ خليل التميمي الداري مفتي بلد سيدي إبراهيم الخليل]
سيد مجده أثيل، ومنصبه جميل جليل، فاق أدباء عصره، وزكت به شهرة مصره، كيف لا وهو أحد أئمة عصابة العلم والسيادة، المتوج من المولى المنان بتاج العز والسعادة، ولد هذا الأستاذ والعمدة الملاذ، سنة ألف ومائتين وتسع وعشرين. وفي سنة ألف ومائتين وثلاث وستين عندما توجه عمه الشيخ التميمي مفتي الديار المصرية وقتئذ إلى دار السعادة مدعواً من لدن ساكن الجنان السلطان عبد المجيد خان، لحضور ختان أنجاله العظام، كان المترجم مجاوراً بالجامع الأزهر، فصحب عمه المشار إليه إلى الآستانة وبأثناء وجوده فيها تقلد إفتاء مدينة الخليل، وكان رحمه الله تعالى على جانب عظيم من التقوى والصلاح وسعة العلم، وكانت تأتيه الفتاوى من المدن العظيمة فيجيب عنها، وانقطع في آخر حياته عن الأشغال ولازم بيته لا يخرج منه إلا لصلاة الجمعة. وقد اجتمعت به في الخليل سنة ألف ومائتين وتسع وثمانين حينما توجهت لزيارة الحرم الأقصى، فرأيت رجلاً فضله فوق شهرته، وأخلاقه الجميلة قد زادته رفعة إلى رفعته، مع عبادة وتقوى، وتمسك لدينه بالسبب الأقوى، وزهد وصيانة، وعفة وأمانة، وله نثر أرق من الصهبا، وألذ من نشوة الصبا، ومن نظامه أبياته التي سال بها من مفتي الشام محمود أفندي الحمزاوي عليه رحمة الملك السلام وهي: