كان مسرفاً على نفسه ثم تاب، وكان سبب توبته أنه وجد في الطريق رقعة مكتوبة بسم الله الرحمن الرحيم، فلم يجد لها موضعاً يضعها فيه فأكلها فرأى في المنام قائلاً يقول له: قد فتح الله عليك باب الحكمة لاحترامك للرقعة، فقال من نومه نادماً على أفعاله تائباً من وقوعه في أوحاله، مقبلاً على مولاه معرضاً عما سواه، ففتح الله عليه أبواب القبول وسهل له أسباب الوصول، ومنحه من العلوم الإلهية والتجليات العرفانية، ما أثبت له الفضيلة وحقق له الشمائل الجميلة، وفضل الله واسع لا راد له ولا مانع، قال بعضهم: رأيت في المنام منصور بن عمار بعد موته وكان في أول أمره قد أسرف على نفسه، فقلت له ما فعل الله بك؟ قال أوقفني بي يديه وقال لي أنت الذي كنت تزهد الناس في الدنيا وترغبهم في الآخرة، فقلت قد كان ذلك وأنت يا رب أعلم، ولكن وعزتك وجلالك، ما جلست مجلساً إلا وبدأت بالثناء وثنيت بالصلاة والسلام على نبيك ورسولك، وثلثت بالنصيحة لعبادك، فقال الله تعالى صدق، ضعوا له كرسياً في سمائي يمجدني كما كان يمجدني في أرضي انتهى، وفضله معروف وكماله موصوف غني عن البيان، مات رحمه الله في دمشق ودفن بها سنة ألف ومائتين و....
[الشيخ منصور بن مصطفى بن منصور بن صالح]
[ابن زين الدين السرميني الحلبي الحنفي]
العالم المتقن الفاضل المحدث الأصولي الزاهد العابد التقي النقي، مولده سنة ست وثلاثين ومائة وألف بسرمين من أعمال حلب ونشأ بحلب، ودخلها صغيراً