قال في البدر الطالع: ولد تقريباً سنة ألف ومائة وستين في وطنه ووطن أهله القرية المعروفة بالدرعية من البلاد النجدية، وكان قائد جيوش أبيه عبد العزيز وكان جده محمد شيخاً لقريته التي هو فيها، فوصل إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب الداعي إلى التوحيد المنكِرُ على المعتقدين في الأموات فأجابه وقام بنصره، وما زال يجاهد من يخالفه، وكانت تلك البلاد قد غلبت عليها الأمور الجاهلية وصار الإسلام فيها غريباً. ثم مات محمد بن سعود وقد دخل في الدين بعض البلاد النجدية، وقام ولده عبد العزيز مقامه فافتتح جميع الديار النجدية، والبلاد العارضية والحسا والقطيف، وجاوزها إلى فتح كثير من البلاد الحجازية، ثم استولى على الطائف ومكة والمدينة وغالب جزيرة العرب، وغالب هذه الفتوح على يد والد سعود، قام ولده سعود المترجم المرقوم، فتكاثرت جنوده واتسعت فتوحاته، ووصلت جنوده إلى اليمن، فافتتحوا بلاد أبي عريش وما تصل بها، ثم تابعهم الشريف حمود بن محمد شريف أبي عريش وأمدوه بالجنود، ففتح البلاد التهامية كاللحية والحديدة وبيت الفقيه وزبيد، وما يتصل بهذه البلاد، وما زال الوافدون من سعود يفدون صنعاء إلى حضرة الإمام المنصور وولده المتوكل بمكاتيب