فإذا نظمت فكن لنظمك ناقدا ... نقد البصير بذهنك المتوقد
أولا فدع تكليف نفسك واسترح ... من قولهم ما شعره بالجيد
ولئن عنفت عليك فيما قلته ... فلقد بذلت النصح للمسترشد
فلما قرأها ضحك ولم يزد على أن قال له أنت في حل، وكان رحمه الله تعالى قد علق غلاماً من أبناء الكتاب فكتب إليه أيضاً السيد إسماعيل صاحب الأبيات المتقدمة:
إني أجلك أن تصبو بمبتذل ... على تسنمك العلياء من صغر
أمسك عليك وحاذر من إخاء فتى ... قميصه مذ نشا ينقد من دبر
وكتب إليه أيضاً الماهر الأديب، والذكي الأريب، طه بن عرفه مقرظاً على ديوانه بيتين في غاية الحسن:
لك لفظ كأنه الدر نظما ... صدف القلب عن سواه منيا
لو تجلى منه الجمال الإناثي ... لترضاك للفؤاد صفيا
ومن شعره رحمه الله تعالى:
نار الخليل إذا بدت في مهجتي ... ورشفت ذاك الثغر برد حرها
توفي رحمه الله تعالى في غره شعبان سنة خمس ومائتين وألف.
محمد أفندي بن سليمان أفندي بن عبد الرحمن أفندي بن مصطفى أفندي جمليان المصري
قال الجبرتي: الصنو الوجيه والفريد النبيه نشأ في عفة وصلاح وخير، وطلب العلم وعانى الجزئيات والرياضيات، ولازم الشيخ حسن الجبرتي وقرأ عليه كثيراً من الحسابيات والفلكيات والهيئة والتقويم، ومهر في ذلك وانتظم في عداد أرباب المعارف، واشترى كتباً كثيرة في الفن، واستكتب وكتب بخطه الحسن، واقتنى الآلات والمستظرفات، وحسب