كأن منظوم الزراجين يا ... قوت غدا من نظمه في انسجام
كأنما الآس عذار على ... وجنته وقد علاها ضرام
كأنما الورقاء لما شدت ... تتلو علينا فضل هذا الإمام
ثم استمر في مدحه وهي طويلة مسطرة في ديوان الناظم المذكور يقول في آخرها.
بشراك مولانا على منصب ... كان له فيك مزيد الهيام
وافاك اقبال به دائماً ... وعشت مسعوداً بطول الدوام
فقد رأينا فيك ما نرتجي ... لا زلت فينا سالماً والسلام
ولما حصلت واقعة الفرنسيس خرج تلك الليلة مع الفارين وذهب إلى بيت المقدس وتوفي هناك سنة أربع عشرة ومائتين وألف.
[السيد أحمد بن أحمد الشهير بالمحروقي الحريري]
كان من صدور مصر وأعيانها وأمرائها وكانت له يد طولى وكلمة نافذة وشهرة وافية، وسطوة كافية، وكان رجلاً صالحاً نير الطلعة معروفاً بصدق اللهجة، وافر الأمانة، حسن الديانة، وكان والده ملازماً للدعاء له في صلاته، وسائر حركاته وسكناته، فاستجاب الله دعاءه فيه فتقدم على أقرانه، وانفرد في عصره وأوانه، فكان الحكام لا يشيرون إلا إليه، ولم يزل يعلو مكانه ويسمو مقامه إلى أن تعلقت به أظفار المنية سنة تسع عشرة ومائتين وألف.
[السيد أحمد بن السيد زيني دحلان المكي مفتي الشافعية بمكة المحمية]
فريد العصر والأوان، علي الهمة عظيم الشان، علم العلماء الأعلام، وملجأ السادة الكرام، عمدة الأفاضل، ونخبة ذوي الشمائل، من طار ذكره في الأقطار، واشتهر فضله وقدره في النواحي والأمصار، واعترف له ذوو الإجلال، بأنه قد استوى على ذروة الكمال، ولي إفتاء الشافعية،