للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نظمه وبعض من غرر نثره، وإذا أردت الإطالة فيما له من المناقب والآثار، والفضائل وجميل الأخبار، خرجت عن المطلوب من الاختصار، عليه رحمة العزيز الغفار، مات سنة ألف ومائتين ونيف وتسعين ودفن في مقبرة يافا وقبره ظاهر مشهور يزار ويتبرك بزيارته.

[الشريف الحسن بن علي البدري العوضي]

السيد الأفضل، والسند الأكمل، المقري بن المقري، والفهامة الذي بكل فن يدري، والبدر الذي أضاء في ليالي العرفان، والصدر الذي أوضح دقائق المشكلات بإتقان، فلله دره من فاضل أبرز درر اللطائف من كنوزها، وكامل كشف عن محيا الطرائف لثام رموزها، فأظهر الأنفس من نفيسها، وجنى ثمار حكمها من افنان غريسها، ولعمري إنه بذلك جدير وحقيق، كيف لا وهو الهمام الذي به كل مدح يليق. ربي في حجر والده المصون، وحفظ القرآن والمتون، وأتقن القراءات الأربع عشرة، وحضر أشياخ الوقت وأنجب، وقرأ الدروس ونظم الشعر وأطرب وأغرب، وشهد له الفضلاء، والسادة العلماء، وله ديوان مشهور بين الناس، قد امتدح فيه العلماء والأعيان الأكياس، وبينه وبين الصلاي وقاسم بن عطا الله مطارحات أدبية، ومذاكرات شعرية ونثرية، ومن مطارحات العالم العلامة، والجهبذ الفهامة، الشيخ محمد الأمير، ذي الفضل الشهير، للمترجم قوله:

حي الفقيه الشافعي وقل له ... ما ذلك الحكم الذي يستغرب

نجس عفواً عنه ولو خالطه ... نجس فإن العفو باق يصحب

وإذا طرا بدل النجاسة طاهر ... لا عفو يا أهل الذكاء تعجبوا

فأجابه المترجم بقوله:

حييت إذ حييتنا وسألتنا ... مستغرباً من حيث لا يستغرب

<<  <   >  >>