ربيع الأول سنة ألف ومائتين وثمان وتسعين. ولقد صلي عليه في جامع الدقاق بإمامة ولده الفاضل الشيخ إسماعيل، قدمه للإمامة شيخنا الفاضل الطنطاوي، وكان لجنازته مشهد قد غص به واسع الطريق، ودفن في تربة باب الله في أسفل التربة الوسطى من جهة الشرق، وطلب مني ولده أن أنظم له أبياتاً تكتب على القبر فقلت:
همام فاضل شهم إمام ... جليل ذو مقامات شريفة
ثوى في رمسه فاعجب لرمس ... حوى بحراً شمائله منيفة
فوا أسفا قضى عبد الغني ... سريعاً نحبه ونحا حليفة
ربيع الفضل حياً في ربيع ... بروح وارتياح مستضيفة
بكاء قد أتى تاريخه زد ... لقد ماتت علوم أبي حنيفة
الشيخ عبد الغني أبو محمد عز الدين بن علي بن صلاح ابن أحمد الحلبي الحنفي الحسيني
العالم الأستاذ والفاضل الملاذ، والفقيه الصالح والنبيه الفالح، ولد سنة ألف ومائة وثلاثين واجتهد في الطلب والتفت إليه، وأقبل بجده واجتهاده عليه، وسمع وقرا وفهم ودرى، وأخذ عن جماعة ذوي فضالة وبراعة، منهم أبو عبد القادر صالح بن عبد الرحمن البانقوسي، فتفقه عليه وأخذ عنه الحديث، وقرأ على والده أبي محمد عبد القادر البصير، وحضر كثيراً من دروس أبي محمد مصطفى بن عبد القادر الملقي ولازمه مدة وانتفع به، وسمع من أبي العدل قاسم بن محمد النجار الجامع الصغير في الحديث. وأخذ الطريقة القادرية عن أبي عبد القادر محمد بن صالح بن رجب المواهبي، والطريقة الرفاعية عن أبي الحسن علي الصعيدي المصري، والطريقة الشاذلية عن أبي محمد عبد الوها بن أحمد الأزهري البشاري المصري، والطريقة