الشيخ حمزة بن علي الدمشقي الحنفي العجلاني نقيب الأشراف ومفتي دمشق الشام
الصدر المهاب، والرئيس العالي الجناب، والفاضل الهمام، والكامل الإمام، سلالة السادة ذوي الشرف والنسب، وصفوة خلاصة ذوي المجد والحسب، من فاقت شهرته، وعلت رتبته، واشتهر في الأنام اشتهار البدر لدى التمام، لازم مدة حياته العلم والعمل، واجتنب مناهج القصور والكسل، وصان عمره عن أن يصرفه فيما لا يعنيه، بل كان في كل كمال على طريقة جده وأبيه، إلى أن وافته المنية، داعية له إلى الجنة العلية، وذلك سنة تسع وعشرين ومائتين وألف ودفن في تربة أسلافه رحمة الله عليهم أجمعين.
[الشريف حمود بن محمد الحسني صاحب أبي عريش]
قال في البدر الطالع: ولد بعد سنة ألف ومائة وستين تقريباً، ثم استقل بولاية أبي عريش وسائر الولاية الراجعة إلى أبي عريش كصبيا وضمد والمخلاف السليماني، وكان متولياً لذلك من طريق مولانا الإمام المنصور رحمه الله تعالى. ثم حدث ما حدث من قيام صاحب نجد واستيلائه على البلاد التي بينه وبين بلاد أبي عربش، فأمر عبد الوهاب بن عامر العسيري المعروف بابن نقطة، بان يتقدم في جيشه على بلاد الشريف حمود، فتقدم في نحو عشرين ألفاً، والشريف حمود استقر في أبي عريش لقلة جيشه، فتقدم عليه أبو نقطة إلى أبي عريش، فدخلها في شهر رمضان عام ألف ومائتين وسبعة عشر، وقتل من الفريقين فوق الألف، ثم استسلم الشريف حمود ودخل في الدعوة النجدية، ثم خرج على البلاد الإمامية فاستولى على بندر اللحية، وعلى بندر الحديدة، وعلى زبيد، وما يرجع إلى هذه الولايات،