للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك يغسل ثيابه، واشتهر في الناس بأن الجن تخدمه وليس ببعيد لأنه كان من أهل المعارف والأسرار، ويأتي إليه الكثير من الطلبة للأخذ عنه والتلقي منه. وكان له يد طولى في كل شيء، ومشاركة جيدة في العلوم والمعارف، والأسماء والروحانيات والأوفاق، واستحضار تام في كل ما يسأل عنه، وعنده عدة كثيرة من السنانير، ويعرفها بالواحدة بأسمائها وأنسابها وألوانها، ويقول هذه تحفة بنت بستانة، وهذه كمونة بنت ياسمين، وهذه فلانة أخت فلانة، إلى غير ذلك.

توفي رحمه الله تعالى في شهر شوال سنة سبع ومائة وألف كما ذكر ذلك العلامة الجبرتي رضي الله عنه وأرضاه آمين.

السيد محمد أفندي البكري الصديقي شيخ سجادة السادة البكرية، ونقيب السادة الأشراف في مصر المحيمة

نادرة الزمان، وغرة وجه العصر والأوان، إنسان عين الأقاليم، فريد عقد المجد النظيم، جامع الفضائل والمحاسن، ومظهر اسم الظاهر والباطن، من لبس رداء النجابة في صباه، ولاح عنوان المكارم على صحائف علاه، ولم تقصر عليه أثواب مجده التي ورثها عن أبيه وجده، فعلى جبينه نور النسب، وعلى رأسه لواء المجد يصونه عن كل عطب:

مستيقظ الحزم واري العزم ثاقبه ... همومه حين يتلوهن همات

صافي الطوية من غل يكدرها ... وأول المجد أن تصفو الطويات

الحسيب النسيب والنحيب الأريب، تقلد بعد والده المنصبين. وورث عنه السيادتين، فسار فيهما سيرة الملوك، ونثر فرائد المكارم من أسلاك السلوك، فجوده حدث عن البحر ولا حرج، وبراعة منطقه تنتج سلب

<<  <   >  >>