وألف، ونشأ في حجر أبيه وتلقى عنه العلوم وتفقه في مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه ورحل لطلب العلم إلى الموصل وإلى بغداد، وأحرز سهماً من الكمال. إلى آخر ما ترجمه به وقد ذكر له قصيدة مدح بها الشهم الأوحد والقطب الغوث المفرد السيد أحمد الرفاعي قدس الله سره وأعلى قدره وجعل في الجنان مقره فقال:
يا أخا السير إن أردت وصالا ... ووصولاً إلى العلا واتصالا
بفسيح الوادي المقدس فاترك ... زمرة الحائرين واخلع نعالا
وتذلل واسلك طريق الرفاعي ... من كساه الرسول قالاً وحالا
ولديه الوفود كم قد أقالت ... عثرات وخففت أثقالا
وهو مأوى القفول في كل عصر ... كم جلا عن قلوبها أقفالا
وهو ليث الوغى وغيث البرايا ... منه تسقي قلوبها الآمالا
وهو السيل إن أردت علوماً ... وهو السيف إن أردت قتالا
وهو باب النبي لاثم يمنا ... هـ جهاراً وقد تجلى تعالى
حين أبدى محمد معجزات ... معجزات لأحمد إجلالا
كيف لا وهو شبله وكذا الآ ... باء تعلو إن أنجبت أشبالا
وكذا الآل بالفضائل تسمو ... هكذا هكذا وإلا فلا لا
يا ابن بنت الرسول يا ابن علي ... من بعزم صم القلوب أسالا
يوم بدر وخيبر وحنين ... وتبوك كم للضلال أزالا
يا رفيع المقام يابن الرفاعي ... طبت نهجاً وبهجة وجمالا
رضي الله عنك يا سيد القو ... م الذي جل هيبة وجلالا
يا حمى الأولياء يا مقتداهم ... يا مجير الجاني إذا الذنب صالا
جد لعان بنظرة وتلطف ... لعبيد ما عنكمو قط مالا
بحماكم قد لاذ راوي أحادي ... ث علاكم مفصلات طوالا
كم لكم من مآثر وصفات ... قد تجلت للناس سحراً حلالا