قف واستمع سيرة الصب الذي قتلوا ... بأسهم ليس يخطي رشقها غرضا
قد كان يرجو بأن يحظى بقربهم ... فمات في حبهم لم يبلغ الغرضا
رأى فحب فرام الوصل فامتنعوا ... فبات يشكو زماناً بالبعاد قضى
سقاه كأس النوى رغماً وجرعه ... فسام صبراً فأعيا نيله فقضى
وقد كنت شطرت هذه الأبيات قبله وهي مع التشطير:
للعاشقين بأحكام الغرام رضى ... بما ارتضى لو عليهم بالحمام قضى
والذل في الحب عز عندهم حسن ... فلا تكن يا فتى للعزل معترضا
روحي الفداء لأحبابي وإن نقضوا ... زمام صب لذيذ العيش قد رفضا
ماذا عليهم ترى لو أنهم حفظوا ... عهد الوفي الذي للعهد ما نقضا
قف واستمع سيرة الصب الذي قتلوا ... من غير ذنب سوى حب له وفضا
من بعد ما جرعوا كأس الهوى فطموا ... فمات في حبهم لم يبلغ الغرضا
رأى فحب فسام الوصل فامتنعوا ... فاستعوض الدمع عند المنع والحرضا
وحاول النفس سلواناً لهم فأبت ... فرام صبراً فأعيا نيله فقضى
وكنت قد نظمت وخمسهما وهما مع التخميس
يا صاح فزت بنجدة ... والأنس جاد بعودة
فأدر كؤوس مودة ... وافى الحبيب بوردة
وغدا يميس بقده
نمت لآلي ومضها ... عن حسن مورد حوضها
وروت شذا في عرضها ... فسألته عن روضها
فأشار لي من بعده
وقد خمسهما الأديب الشيخ محمد بهاء الدين بن أخي عبد الغني أفندي.
حيا بزاهر طلعة ... والخال فاح بندة
لما هممت بشمة ... وافى الحبيب بوردة
وغدا يميس بقده
صوب الحيا من فيضها ... يهمي بعنبر أرضها