ورسوخه في الفن، ومعرفة القواعد والأصول ودقائق الحساب، ونهج مسلك الأدب والتاريخ والشعر ففاق فيه الأقران، ومدح الأعيان، وله المزدوجة المسماة بنفحة الطيب في محاسن الحبيب، التي نظمها باسم الأمير حسن بك رضوان، فكان طوداً راسخاً وبحراً راسخاً، مع دماثة الأخلاق وطيب الأعراق، ولين العريكة، وحسن العشرة، ولطف الشمائل والطباع. وكان يلي نيابة القضاء ببلده، وبالجملة فكان عديم النظير في أقرانه لم أر من يدانيه في أوصافه الجميلة.
وله مصنفات كثيرة منها الضوابط الجليلة في الأسانيد العلية ألفه سنة ست وسبعين ومائة وألف، وذكر فيه سنده عن الشيخ نور الدين أبي الحسن سيدي علي بن الشيخ العلامة أبي عبد الله سيدي محمد العربي الفاسي المغربي الشهير بالسقاط. وسليقته في الشعر عذبة رائقة، وكلامه بديع مقبول في سائر أنواعه، من المدح والرثاء والتشبيب والغزل والحماسة والجد والهزل. له ديوان جمع فيه أمداحه صلى الله عليه وسلم سماه عقود الفرائد وقد قرظ عليه الشيخ عبد الله الأدكاوي في سنة تسع وسبعين ومائة وألف بقوله:
هكذا من أراد نظم الفرائد ... أو نحا نحو حوك برد القصائد
هكذا هكذا عقود المعاني ... لا عقود المخدرات الخرائد
تلك صواغها البنان وهذي ... صاغها فكر شمس فضل الأماجد