خصه الله بالكمال فأضحى ... ما له من سوى الكمال خليل
وهو طود العلوم من كل فن ... وسواه عند الأنام الجهول
قل لمن رام أن يحاكيه جهلا ... أو يحكي شمس الضحى قنديل
لست أدري أرأيه أم ذكاه ... صاح أمضى أم سيفه المسلول
الرشيد الحميد نجل علي ... المرادي النقشبندي الجليل
شب في كسبه المعاني فأضحى ... طوعه الدهر طائعاً ما يقول
طاهر الذيل قد تبرأ مما ... بعضه قد تعاب منه الذيول
فاق بالحلم والتواضع والجو ... د وخلق الفتى إليه يؤول
وإذا كانت الطباع كراما ... لاح منها للمكرمات دليل
قد تسامت به مراتب مجد ... ساميات ما قالهن فحول
وأرانا من معجز القول شعراً ... ليس إلا به تحاكي الشمول
رق معنى وراق لفظاً فأزرى ... نسمة الروض إذ سقته السيول
كل معنى يستعبد الذهن وحياً ... وبحسن الخطاب تدري العقول
وبخط أزرى بكل نضيد ... زانه في طروسه التشكيل
لو تحلى تاج الملوك بحرف ... منه أضحى من حرفه إكليل
باسط الكف للأنام جميعاً ... وسواه بقبضها مشغول
تخجل السحب عند جود نداها ... حين تهمي وغيثها مهطول
وأرى المال يكسب المرء عزاً ... دائماً عندما البخيل الذليل
إلى أن قال:
قيل ماذا تاريخه حين أفتى ... قلت قد أرخوه أفتى الخليل
دام في عزه ومجد أثيل ... بدره التم ما اعتراه أفول
وإليك الكمال أهدى قصيداً ... باعتذار ففكره مشغول
بنت حيم من ساعة من نهار ... حيثما العذر عندكم مقبول
لا تقابل أصدافها بعقود ... من نظام يردها التخجيل
مات رحمه الله تعالى سنة ثمان ومائتين وألف. كما ذكره الشيخ الجبرتي.