للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكل لفظ منها زهر كمام، كلل برشح غمام، ومع ذلك فهو في الفضل سامي المقام، وفي المجد بالغ همام، حاوي شمائل كالنسيم رقة، وكالمسك تشتهي الروح شمه ونشقه، وجامع أدب شذي النفحة بهي اللمحة، فمن نظمه البهج وشعره الأرج هذه القصيدة، وأرسلها من الروم مبثاً بها ما حواه صدره من سر الغرام المكتوم:

على وادي النقا، قف لي صباحا ... وحي الريم والغرر الصباحا

وعانق لي بسح الدمع بانا ... بسوح من العقيق لديه ساحا

ومرغ لي الخدود على تراب ... تشم به عبير المسك فاحا

وغض الصوت في نجواك واخفض ... جناح الذل منك عسى نجاحا

وأم الجانب الغربي منه ... سقى الله رباه والبطاحا

وسل عن جيرة في سفح سلع ... وقبل القول قبل لي المراحا

بهم خز يشي حبرا برتني ... بروق ظباه دع عنك الرماحا

لروحي من صداه غذا وراح ... غدا يجلو الصدا عنها وراحا

ترى الأوتار ناطقة فصاحا ... إذا غنى بنغمتها فصاحا

به معنى فهمناه فهمنا ... فلاح سنا فشاهدنا فلاحا

فشاهد ساعة وارجع سريعا ... وحاذر يستميلك أن تصاحا

فإن حشاي مما في فؤادي ... يئن أنين من ذاق السلاحا

وذلك إن بازاً لي تصدى ... فأظهر لي الصداقة والمزاحا

فلما أن رآني مطمئنا ... أظن مزاجه الماء القراحا

غزا بالبابلي على غزالي ... فطار به وكان له جناحا

ولو بارزت لم يبرز لحربي ... ولكن خفت ارتكب الجناحا

فقلت تعجبا سبحان ربي ... فقنعني ومن قنع استراحا

ولي نفس أبت ذلاً لمن لا ... يراعيها ولو ماتت جراحا

<<  <   >  >>