للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الند والعود، كان عالماً باختلاف المذاهب، مطلعاً على الملل والنحل والغرائب، سلفي الاعتقاد، شافعي المذهب كآبائه الأمجاد، إلا أنه في كثير من المسائل يقتدي بالإمام الأعظم، ثم في آخر أمره مال إلى الاجتهاد قال: ومن مؤلفاته ما هو أعظمها قدراً وأجلها فخراً، تفسيره المسمى بروح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني أيد فيه مذهب السلف الأماثل، ومنها شرح السلم في المنطق، ومنها نزهة الألباب في غرائب الاغتراب، ومنها نشوة الشمول في السفر إلى إسلامبول، ونشوة المدام، وكتاب الأجوبة العراقية، والفيض الوارد، وغير ذلك. وقد مدحه السيد عبد الباقي أفندي العمري بقوله:

نزلوا بالسفح من وادي زرود ... ونزلنا بالغضا ذات الوقود

فانقضت منهم أويقات اللقا ... وقضت بالموت أيام الصدود

لو تراني يوم سارت عيسهم ... من خفوق خلتني بعض البنود

بخلوا عن أن تراهم في الكرى ... مقلتي يا مقلتي بالدمع جودي

وعدوا والوعد منهم خلب ... رب برق ما به غير الرعود

أين آرام المصلى والنقا ... من وفا وعد وإنجاز وعودي

أنكروا دعوى صباباتي بهم ... وشؤون الدمع من بعض الشهود

صوب العبرة تصعيد الحشا ... نار وجد جاوزت حد الصعود

ومحال حر وجدي ينطفي ... بسوى رشفي لمى ثغر برود

إلى أن قال:

ومتى روض الأماني قد ذوى ... بثنا المولى الشهاب اخضر عودي

وغصون القصد فيه أزهرت ... بورود كقدود وخدود

فانثنى ينظم منه قلمي ... درراً تزري بقرطي كل خود

قبله ما نظرت عين ذكا ... سيد في قومه غير مسود

خندف العليا به قد أنجبت ... فأتى خير وليد من ولود

ومنها:

فلقت أقلامه صبح هدى ... رفعت فسطاطه فوق عمود

<<  <   >  >>