للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البراعة ويرجحن، ففي أوصافه للروح عبق، ومن ألطافه يروق كأس المصطبح والمغتبق، وله أخلاق أقطعها الروض أنفاسه، وشيم يتنافس بها المتنافسون لطافة ونفاسة، وقد أنشدني أفانين من غزلياته، تعزل برونق الصدغ في لباته، وأطربني في ألحانه، ولا إطراب الخمار بحانه، يتلاعب بصوته تلاعب الأنامل بالأوتار، ويحرك القلوب إلى أن تكشف عن محيا غرامها حجب الأستار، وكانت أريحيات غرامه تستفزه وصبوة مدامه تستهزه، فلا يزال، هائماً بغزال، ولا يريم، عن عشق ريم، وشعره يشعر بأنه حليف الجوى، ويعرب عن حاله إعراب الدمع عن مكتوم سر الهوى، ولطفه أرق من العتاب بين الصحاب، وأوقع من الراح ممزوجاً بماء السحاب، ولله در حينما شكالي العذول والهجر والصدود وشداني على صوت الكمام وصوت العود:

لو أن بالعذال ما بي ... ما عنفوني بالتصابي

كلا ولو ذاقوا الهوى ... مثلي لما ملكوا خطابي

ويلاه من بعد المزا ... ر فإنه شر العقاب

قسماً بخلوات الحبيب ... وطيب وقفات العتاب

وتذللي يوم النوى ... لمنيع ذياك الجناب

وبوقفتي أشكو هوا ... ي له بألفاظ عذاب

أبكي وأسرق أدمعي ... خوف العواذل في تباب

ما للمحب أشد من ... نار التباعد من عذاب

بأبي غزال لين الأ ... عطاف معسول

<<  <   >  >>