ووا حزني من تائه في جماله ... علي ومن أسياف عينيه واحزني
فتنت ببدر كمل الله حسنه ... منازله في الطرف مني وفي القلب
وظبي كناس بالغضا من جوانحي ... له مرتع لا بالغضا موضع السرب
يقولون صحبي هل سلوت وقد نأى ... فقلت نعم عن صحة الجسم واللب
وقالوا وهل تقضي لبانة عاشق ... فقلت نعم أقضي ولكن به نحبي
رعى الله دهراً كان لي فيه مسعداً ... بلقياه ما خمري سوى لفظه العذب
ويجمعنا روض به الطير مطرب ... وساقيه نهر فوقه راقص القضب
تراه بأنواع الزهور مطرزاً ... كنظم صفي الدين طرز بالكتب
وقوله مكاتباً الفقيد أحمد الرقيحي:
تبدت فغاب البدر بالأفق واستخفى ... وماست فكاد الجو يسرقها لطفا
وأرخت دجى شعر فقلت لصاحبي ... أليلتنا قد أرسلت وارداً وجفا
ولاح عليها قرطها وهو خافق ... فبتنا نرى الجوزاء في أذنها شنفا
حبابية الألمى مدامية اللمى ... يدير الحميا كأس أجفانها الوطفا
أغالط فيها واشياً ومفنداً ... لأكتم حبي والصبابة لا تخفى
فإن قلت آهاً للعذيب فإنما ... أردت الشنيب العذب لهفاً له لهفا
وإن همت في بان الحمى وكثيبه ... فما رمت إلا قدها اللدن والردفا
أما وأبيها ما رأتني بخالها ... أخا لوعة إلا زهت وانثنت عطفا