تجلت فلاح البدر من خلل الشعر ... فتاة سبت عقل الشجي ولم تدر
وحدثنا عن نشرها مسك ثغرها ... حديثاً رواه الخال عن خدها البدر
وورد محياها البديع حكى لنا ... بأن رضاب الثغر يغني عن الخمر
عذولي لحاك الله دع عذل مغرم ... إلى الحشر حاشا أن يفيق من السكر
وكن عاذري في حب عذراء لو ترى ... سناها لأوضحت الدليل على عذري
بروحي فتاة حسنها فتنة الورى ... ولكن في أحداقها آية السحر
وفي مهجتي من صدها وبعادها ... حرارة ملتاع حكت لهبة الجمر
ممنعة ما نال منها محبها ... وصالاً سوى ما كان في الوهم والفكر
ولو شامها في النوم مغرى بحبها ... لأيقظه من نومه صادح القمري
أما وسيوف باترات بجفنها ... واسمر قد يزدري طعنة السمر
وشامات حسن قد بدت فوق وجنة ... وجيد به صدري غدا عادم الصبر
ورمان صدر قد حمته أراقم ... تقول لحظي أنت أسود من شعري
وتيه دلال زانه ميل قامة ... وحسن تثن قد ثنى للفنا صبري
لقد سلبت تلك الفتاة حشاشتي ... وصدت، وسيف الصد قلب الشجي يفري
وقبل هواها كنت لا أعرف الهوى ... ومذ شمتها أصبحت في قبضة الأسر
وذقت كؤوس الهون منذ علقتها ... وما نلت منها بعد صبري سوى هجري
فيا طلعة البدر المنير أما كفى ... محباً تمنى الموت من شدة الجور
لقد طال ما أولاه هجرك من عنا ... وإن الهوى ألقاه في لجة البحر
فقالت وما تبغي، أجبت وأدمعي ... على صفحات الخد تنهل كالقطر
أروم اقترابي منك عطفاً ومنة ... فحسبي الذي قد ذقت من صبري المر
أجابت وقد شامت بياض عوارضي ... أما آن بعد الشيب ترك الهوى العذري
إلام ترى حب الغواني فضيلة ... وأنت تجيد المدح في النظم والنثر