ولد بحماه ونشأ بحجر والده الشيخ الكامل الفاضل السيد حسن الحريري وقرأ القرآن وشيئاً من العلوم العربية والفقه والحديث، ولبس الخرقة الرفاعية من أبيه، واجتهد وخلف والده بالمشيخة في روايته، وعلا أمره وشاع في البلاد ذكره، وكان كثير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أسخى من الغيث الهاطل، حسن الأخلاق غيوراً في الله، صاحب دين وعزم مكين، وحسن وفا، وجمال لطف وصفا، عذب المكالمة رقيق المنادمة، وبه انتشرت الطريقة الرفاعية وأخذ عنه جماعة من الأفاضل الأكابر، منهم السيد ياسين بن السيد حسين الرفاعي شيخ مشايخ الطريقة الرفاعية بمحروسة مصر، وغيره من السادات. وكان يقيم الذكر بزاويته بحماه يوم الخميس بعد العصر، فيجتمع عنده عالم عظيم، ويمد لهم السماط ويستمر إلى الليل. وقد ألقى الله محبته في القلوب، وجمع عليه كلمة الناس واعتقده الخاص والعام، وكان له خوارق عادة، وكرامات بلغت في العد الزيادة، توفي المترجم بدمشق الشام سنة ثمانين ومائتين وألف ودفن بزاوية بني الحريري بصالحية دمشق انتهى ملخصاً من الكتاب المذكور أعلاه مع اختصار وبعض تصرف.
بحمده تعالى: قد انتهت تعليقاتي على هذا الجزء الثاني من " حلية البشر " بعد صلاة العشاء من يوم الجمعة في ١٨ شوال سنة ١٣٨٣هـ و٢٣ - ٣ - ١٩٦٣م.