الكامل بلا دفاع الشيخ علوان الحموي قدس الله سره، وإقامته كانت في زاويته، وحصل له بذلك مدد عظيم من روحانيته، ولم يزل كذلك إلى أن شرف الديار الشامية قطب دائرة الإرشاد وبحر الهداية والإمداد، ذو الجناحين وعلامة الثقلين، أبو البهاء ضياء الدين، حضرة سيدنا ومولانا الشيخ خالد قدس الله سره العزيز، فتشرف بأخذ الطريقة العلية النقشبندية عنه، كما ذكر ذلك في البهجة السنية، ودخل الرياضة حالاً في جامع العداس، فأدركته جذبة من جذبات الحق التي توازي عمل الثقلين، فحصل له بعد ثلاثة أيام النسبة المعبر عنها بالوصول والفناء، وهو دوام مقام الإحسان، ولم يزل في ذكر وفكر يترقى إلى أعلا المقامات، حتى أتم الأربعينية، فاستأذن بالذهاب إلى أهله في حماة فأذن له، ثم لم يبرح أن عاد فأدخله الرياضة ثانياً، فلما تمت عاد إلى أهله أيضاً ثم رجع فدخل الرياضة ثالثاً ونفسه متشوقة إلى ختم المقامات والترقي في مقام الأولياء، فبعد أن أكمل الرياضة انقلب إلى أهله فمكث غير بعيد، إذا بأمر من حضرة مولانا قدس الله سره بحضوره وعائلته إلى دمشق الشام، فلم يتأخر عن الإجابة لحظة، وذلك سنة إحدى وأربعين، فأقبل عليه قدس الله سره، لما رأى من علو همته وصفاء فطنته وفطرته، ووفور علمه وتوقد ذكاء ذكائه وفهمه، وكان قد ابتدأ يقرأ النهاية شرح المنهاج في فقه الإمام الشافعي رضي الله عنه، لعلامة الدنيا شمس الدين الشيخ محمد الرملي الأزهري نور الله مرقده، صباحاً في مدرسة داره، ويعيد له الدرس سليل العلماء عمر أفندي الغربي رحمه الله، فلما حضر الجد الأمجد جعله محله وسر به سروراً عظيماً، وبشره بأنه سيصير شيخ الشام، وقد حقق الله بشارته كما سبق الألماع بذلك. في ترجمة حضرة مولانا قدس الله سره العزيز.